عين سوريا https://syria3.com/vb/ نسخة للطباعة |
|
حقيقة الضمير https://syria3.com/vb/viewtopic.php?t=82 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | Sweet Dream [ يناير 31, 2024, 4:05 pm ] |
عنوان المشاركة: | حقيقة الضمير |
حقيقة الضمير
الضمــير هـو ذلك الصـوت الخفي الحـاكم والـرادع للنفس والرقيب عليها ، ليردها عند جمـوحـها ، وشطـط هـواها ، إنه قـاضـيك الخـاص الذي يسكن أغـوار نفسـك ، يقـيِّـم ماتفـعـل أولاً بأول ، فإذا خالـفته في غفـوة منه صـب عليك جـام غضـبه ، وقـد يوخذك أو يقـضي بجـلدك ً ، فتعـمل علي إرضائه وتعـاهده بألا تعـود إلي مافعـلت من شطـط وغـفوة الضمير واردة ويمكن تداركـها ، غير أن الخطـير في الأمر ليس غفوته بل تكـون الطاامة حين يموت فيك ، فحينئذ تعيث النفس فساداً لموت من وتصبح دمية في يد هواها. والضمـير يعني إستـعـداد النفـس لإدراك الخـبـيـث أوالطـيـب من الأعـمـال والأقوال ، بل والأفـكـار أيضاً ، والتـفرقـة بين ماهـو حسن منـها ، أو قبـيـح وإتيـانـه بقـناعة منك ودون الخـشـيـة من قـانـون وضـعي – أضمر الشئ وأخفاه – أضمر في نفسه أمراً وعزم عليه بقلبه – وفي المنتهي يعني ماتضمره في نفسك ويصعب الوقوف عليه . والضمـير يولد معنا بالفـطـرة ، لذا فهو يعد نتاج نشأة ، وأثـر تربية ، فالضمير شأنه شأن الـولـيد الـذي يحـتاج لأن يحـيا في بـيـئـة صحية وصالحة ، فإذا نما علي هذا النحو صار كياناً ذو أثـر في حياة الفرد وسلوكياته ، فيضع علي النفس سياجاً يعصمها من إقتراف الخـطـأ والخطـيئة ، كما أنه إذا صلحت ضمائر الأفراد في الأمة ، فإنه يصب في ضميرها العـام ، وساعـتـئـذ لاننظر إلي الضـمـائر فـرادي ، وإنما نتـحـدث عن ضمير أمة بأثرها ، ونحكم بمدي صلاحه من إعوجاجه . ويتبدي الضمير الحي في الخفاء أكثر منه في العلن ، فقد يتصنع الإنسان خرب الضمير أمام الناس ، لكنه إذا ماإخـتـلي بنفسه ، تجـرد من هذا السياج الحاكم ، وصار لايلوي علي شئ من وازع ولا رادع وإذا كانت الرسالات السماوية جميعاً بما تدعو إليه من فضيلة قد عنت بالضمير المتمثل في القول والسلوك في إطار إفعل ولا تفعل ، فإن تربية الضمير قد لاترتبط بالأديان أيضاً ، وآيـة ذلك أن هناك شعوباً وأمماً لاتنتمي لأي ديانة سماوية ، ولكنها تملك ضمائراً حية ، كانت رائـدهـا في التحـضر وإعتلاء الشأن ، ولننظر إلي اليابان ، تلك الـدولة التي تملك ضميراً عاماً يضرب به المثل في القول والسلوك ،وكذا الصين ، والدول الشيوعية، والتي ملكت نواصي العلم وبلغت في دروب التقنية شأواً عظيماً. والضمير يعتبر هو القاطرة الرئيسية في نهضة الأمم ونمو إقتصادياتها ، والعنـصر الأهـم والدائم من عـناصر الدخـل السلـبي ، أو غير المرئي فيها ، وأخذاً بالقول أن معظم النار من مستصغـر الشرر ، فمثلاً إذا لم يجيد عامل الكهرباء دقة توصيلاته ولم يعمل ضميره في ذلك ، فحتـماً ستحـدث ماسـاً أو شـرراً لايلـبس أن يتـولد عنه حريق عظيم يلتهم مايقع في طريقه ، وهي خسارة في أموال الفرد والدولة معاً ، ولو أعـمـل ضميره بإحكام ما يصنع لأمكن تجنب تلك الخسارة وتلافيها . أو ألا يحسن الـصـانـع جـودة السلـعـة المكـلف بها ، فإنها سـرعـان ماتتـلـف وتهلك قبلفوات عمرها الإفـتـراضـي المقـدر لها ، وهي خسـارة أيضاً للفرد والمجتمع ، وقس علي ذلك المعلم والطبيب ، والقاضي ، كل في نطاق عمـلـه......إلخ حـتي الأم بجـلال قدرها ، قـد لاتراقب أبناءها في النشئ بالمستوي المأمول منـها والمضطلعة به ، بأن توجههم وتنمي ضمائرهم ، كأن تنصرف عنهم لأعمال أخري ، نراهـم وقـد صـاروا عـنـد بلـوغـهـم ينتـمون إلي بني الإنسان قولاً لا فعلاً ، وهم عن هذا الـوصـف ببعيد ، فضـلاً عن أنهم سيصيرون عنصر هدم لا بناء في مجتمعاتهم ، فشهادة الحـق ضـمير ، ونصـيحة الآخرين ضمير ،والمأكل والمشرب ضمير ، والنظافة في الجسم والملبس والبيئة ضمير، والذوق ضمير ، والتأدب مع الآخرين ضمير ، وإيثار الآخرين علي النفس ضمير ، والكلمة إذا كتبت أو قيلت فهي عين الضمير ، فقد تصدر عن ضمير خرب المرامي والقاصد والأهداف فتحدث تصدعاً في بنيان الأمة. وإذا كان الملاحدة لن يؤجروا علي ضمائرهم الحية في إتقان أعمالهم ، فقد قرن الإسلام ذلك بحسن الجزاء ، فقد قال تعالي : وقل إعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون " التوبة 105 . كما قال صلي الله عليه وسلم : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " فهلا راعينا ضمائرنا فيما نقول أو نفعل سراً وعلانية ؟؟؟؟ |
الكاتب: | فيروز [ أغسطس 15, 2024, 4:08 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: حقيقة الضمير |
كالعادة ابداع رائع وطرح يستحق المتابعة شكراً لك بانتظار الجديد القادم دمت بكل خير.. |
جميع الأوقات تستخدم التوقيت العالمي+03:00 آسيا/الرياض | صفحة 1 من 1 |
Powered by phpBB® Forum Software © phpBB Limited ترجم بواسطة phpBBArabia |